×

لماذا عبد الله النجيفي؟ الاجابة بقلم جعفر حديد

لماذا عبد الله النجيفي؟ الاجابة بقلم جعفر حديد

 

وقفنا جميعًا مع عبد الله النجيفي داعمين ومؤيدين لرؤيته ومسيرته السياسية.

فالعمل السياسي ليس ترفًا أو سعيًا وراء الجاه لمن لا ينقصه ذلك، بل هو مشروع إصلاح لوطن جريح يستفز المؤمنين به، ويثير لديهم الطموح بالتغيير والسعي للوصول به إلى أفضل حال.

لقد خرّب العراق ساسة الصدفة، الذين وصلوا إلى المناصب في غفلة من الزمن، وبسبب ظروف غير طبيعية، فتسبّبوا بأضرار كبيرة، وغاب في عهدهم القانون والعدالة الاجتماعية، وبرزت الطائفية والمكوناتية، وأصبح القوي يأكل الضعيف، وتفككت مكونات المجتمع، وهيمنت حالة السلاح المنفلت، وتحوّل النسيج الاجتماعي إلى مصالح وارتباطات مذهبية أجّجت الصراع، بعد أن كان متماسكًا ومتعايشًا على مرّ السنين.

كان عبد الله يتلمّس انهيار بلده، وهو العائد قبل سنوات من الخارج بعد إنهاء دراسته، ليجد والده وعمه يصارعان هذا الانهيار السريع، الأول بصفته محافظًا، والثاني رئيسًا لمجلس النواب، محاولَين إيقاف الضرر، وإعادة البلد إلى حالة الاستقرار والعيش المشترك، كما عرفاه وخبراه.

وحين تم استهدافهما سياسيًا وإبعادهما، كان عبد الله يراقب ويحلل، ويبني أفكاره حول كيفية التصدي والمناورة للعودة إلى العمل السياسي، لكن هذه المرة عبر مشروع منظم ورؤية واضحة، مرتكزًا على جمهور شبابي واعٍ لما يحدث، وقادر على المواجهة والدعم. ومن هنا اتخذ قراره، رغم كل الصعوبات، بخوض العمل السياسي.

قرر عبد الله أن يكمّل المسيرة، لكن برؤية وأسلوب جديدَين، بعيدَين عن التصادم المباشر، مع الالتزام بحل مشكلات البلد التي عمل والده وعمه سابقًا على معالجتها.

آمن عبد الله النجيفي بقدرات الشباب واندفاعهم، فوضع ثقله في تأسيس تنظيم شبابي جديد يؤمن بنهجه وأفكاره، واختار له قيادات شابة تتحمل المسؤولية، وتعاونه في تحقيق هدفه بتأسيس حزب شبابي قادر على مواجهة التحديات، مدركًا أن عدم وجوده في موقع القرار السياسي والتشريعي يؤثر في أدائه، ويحدّ من جهوده لتغيير الكثير من المفاهيم التي نشأت بعد احتلال داعش عام 2014.

حاول عبد الله خوض انتخابات مجلس النواب في عام 2021، لكنه واجه قرارًا قضائيًا مسيّسًا منعه من دخول الموصل إلا قبل موعد الانتخابات بشهر واحد. وكان الهدف من القرار منعه من الوصول إلى السلطة التشريعية بأي ثمن، بعدما أدركت بعض القوى السياسية جديته ومنهجيته في العمل، وسعيه لإحداث نقلة نوعية في العلاقات السياسية، ما يشكّل تهديدًا حقيقيًا لها. ورغم الفترة القصيرة التي عمل فيها، لم تتجاوز شهرًا واحدًا، حصل على أكثر من 3500 صوت.

بعد ذلك، شرع عبد الله في تأسيس حزبه من جديد، بمرافقة شباب منضبط وواعٍ، قادر على تجاوز التحديات. وسار بتنظيمه وفق آليات عمل جديدة وسياقات تنظيمية رصينة. وقد أثمر هذا العمل الجاد عن فوز باهر في انتخابات مجالس المحافظات، تبعه الإعلان عن تأسيس حزب المسار الوطني، وتوليه منصب الأمين العام فيه، بعد رحلة سياسية استمرت لأكثر من عشر سنوات.

كان الفوز بعضوية مجلس محافظة نينوى ردّ اعتبار سياسيًّا، واستحقاقًا مستحقًا لما بُذل من جهد منظّم ورؤية واضحة، وإيمان بقدرات الشباب الذين كانوا نعم الصحبة والوفاء والإخلاص له ولمشروعه السياسي.

واليوم، ونحن على أعتاب مرحلة جديدة، وتحدٍّ جديد يفرضه السيد الأمين العام ومعه قيادات حزبنا العتيد، والمتمثل بالترشح لانتخابات مجلس النواب، لا نملك إلا أن نقول:
نحن معك في كل خطوة، لقد آمنا بك وبقدرتك ورؤيتك ومشروعك، فاخترنا أن نكون إلى جانبك، داعمين ومحبين، وسنبقى كذلك بإذن الله.

عضو المكتب السياسي لحزب المسار الوطني- جعفر حديد

إرسال التعليق